النشرة المرجعية
النشرة المرجعية رقم 6
المبادئ والتطبيقات
لقد اشتقت هذه المبادئ والتطبيقات من مجمل
الموجهات المشار إليها في الفصول السابقة وتمثل العناصر المميزة لرؤيتنا النظرية
لتعلم اللغة العربية وتصميم مقرراتها .
المبدأ
الأول
لا
يمكن اكتساب العربية الفصحى إلا بتجربة واسعة من ممارسة الكلام بها في مواقف
تواصلية متنوعة .
يعتمد هذا المبدأ على طبيعة اللغة،
فاللغة فعل إنساني، أي ( كلام )، ولا يمكن اكتساب الكلام إلا بممارسة الكلام وبحسب
نوع الدخل اللغوي الذي يتعرض له الفرد ( فصيح / عامي ) يكون مخزونه اللغوي،
وإنتاجه .
ويشير
مصطلح ( اكتساب اللغة ) إلى عملية ونتيجة، حيث يتميز الاكتساب اللغوي بعملياته
التعلمية القائمة على ( التعلم الضمني ) للغة، ونتائجه الموصلة إلى أداء لغوي يتصف
بالطلاقة والدقة .
وينبغي أن ننبه هنا
إلى حقيقتين :
أ.
الحقيقة الأولى : أن الطلاقة توصل إلى الدقة، ولا عكس فعندما نهتم بالطلاقة أولاً
فإنه يمكننا تحقيقها وتحقيق الدقة في آن واحد، أو بالتعاقب بينما إذا انصب
اهتمامنا على الدقة أولاً لم يمكننا تحقيقها، ولا تحقيق الطلاقة، إلا في أقل
النادر .
ب. الحقيقة الثانية: أن درجة دقة الكلام
وطلاقته تختلف من موقف لغوي إلى آخر بحسب :
§
الإعداد : كلام معد ،
شبه معد ، مرتجل .
§
خبرة المتكلم بموضوع
الكلام .
التطبيق
ولتحقيق هذا المبدأ ينبغي أن :
- يحتوي المقرر اللغوي على نصوص
وحوارات فصيحة مقروءة ومسموعة ومتلفزة .
-
تصمم في المقرر
اللغوي نشاطات كلامية، ومواقف تواصلية كثيرة جدًا، يكون المتعلم طرفا أساسيًّا في
كل حدث تواصلي منها. وتعد ( التمثيليات الاجتماعية ) و ( المسرح ) و ( تمثيل
الأدوار ) و( الندوات الصفية ) و ( النقاشات المخطط لها ) أساليب مناسبة لتصميم
المواقف الكلامية ، إضافة إلى الأساليب
المعتادة كالحوارات الصفية والإلقاء والخطابة ...
-
يقوِّم الأداء المرتجل من حيث الطلاقة فقط، ويركز في الأداء شبه المعد على الطلاقة
، مع أخذ الدقة في الحسبان ، بينما تتقاسم الدقة والطلاقة طرفي التقويم في حالة
الأداء اللغوي المعد .
المبدأ الثاني
التمكن
من أداء الوظائف اللغوية والأنماط النصية، على قدر ( الدخل الممثل ) و ( الممارسة
) .
ينبغي أن يكون المتعلم قادرًا
بدرجة عالية من الطلاقة والدقة، على إجادة الوظائف الأساسية ، البنائية ،
والاستكشافية ، والتقعيدية، والذاتية ، والتأثيرية ، والاجتماعية ، والنفعية ،
والتخيلية ، وأداء الوظائف الفرعية لكل منها مثل : الوصف ، والسرد ، والتلخيص ،
والتفسير وإعطاء التقارير ، والتفاوض ، والدعاية ، والإقناع ، والتهنئة ، والتعزية
، والطلب ، والالتماس ، والدعوات ، والنصح ، وطلب العون ، والاعتذار ، والتشجيع ،
والاستقبال ، والتوديع ، وتزجية الوقت وتكوين العلاقات ...
كما ينبغي أن يكون قادرًا على إنتاج
الأنماط النصية المختلفة لأداء تلك الوظائف ( القصص ، التقارير ، الملخصات ،
المقالات ، الحوارات ... ) وتحليل أسسها الفنية ومحاكاتها وتجاوزها إبداعيًا ،
متمكنًا من الاستراتيجيات والعمليات التي تساعده على بنائها .
والتمكن من أداء هذه الوظائف والأنماط النصية
( استيعابًا ) و ( إنتاجًا ) رهن يتوفر بتوافر ثلاثة شروط
أ-
دخل لغوي مكثف يمثل كل ( وظيفة / نمط نصي )
. ( النموذج )
ب-
تحليل المهارات والإستراتيجيات الناجحة في أداء ( الوظيفة / النمط ) ، وصولاً إلى
تمثلها . ( الوعي )
ج-
ممارسة مكثفة ( للوظيفة / النمط ) شفهيًّا وكتابيًا . ( الأداء )
التطبيق
ومن أجل أن يتمكن
المتعلم من أداء هذه ( الوظائف / الأنماط ) ينبغي لمقرر اللغة العربية أن :
- يزود المتعلم تحت كل ( وظيفة / نمط )
بدخل واسع ممثل من النصوص اللغوية .
- يزوده بالمهارات والإستراتيجيات التي
تسهل له النجاح في أداء ( الوظيفة / النمط ) والطرق التي تعينه على الإبداع
والتجاوز والتجديد .
- يكلفه بنشاطات فردية خارج الصف يستخدم
فيها الصحف والمجلات والمراجع والإذاعة والتلفزيون والفعاليات الاجتماعية ( الخطب،
المحاضرات، الأمسيات ... ) والمواقف الحياتية التي يتعرض لها في أسرته ومجتمعه ...
كمصادر أساسية للتعلم والاكتشاف .
- يخطط له تحت كل ( وظيفة / نمط ) عددًا
وافرًا من النشاطات الجاذبة والمواقف الطبيعية التي تغريه بممارسة الكتابة والكلام
والتقويم الذاتي وتطوير الأداء .
المبدأ الثالث
سيكون المتعلم طليقًا ودقيقًا إذا تعرض
لدخل لغوي كثيف وواقعي حول محور الحديث .
يعتمد هذا المبدأ على حقيقة أن : (
اللغة كلمات ) ، وعندما يتحدث الإنسان أو يكتب فإنه يستخدم الكلمات للتعبير عن
موضوع معين يكون محورًا للحديث . ولكل موضوع ألفاظه وثقافته ومضامينه المعرفية
والثقافية الخاصة، وبقدر الإحاطة بألفاظ الموضوع وثقافته تكون الطلاقة في التعبير
عنه .
فالمسألة إذًا مسألة تكوين رصيد ثقافي من الألفاظ والمصطلحات والمضامين
المعرفية والثقافية حول محور الحديث .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق